من قال: أن زمن المعجزات قد ولى.
نحن اليوم نعيش زمن تتحقق فيع المعجزة تلو الأخرى.
أليست معجزة أننا بلد زراعي{أقصد سورية} يعتمد بالدرجة الأولى على زراعة القمح لتحقيق أمنه الغذائي، وأن الفلاح زارع القمح الذي يجب أن يكون مكانه بين علية القوم هو الأكثر تعباً وفقراً، فلا الدولة تشتري منه القمحات بما يعوض عليه تعب السنة، ولا التجار يرحمونه في السعر، وسمعنا همسات تقول إن خطط الحكومة الموضوعة بخصوص إنتاجنا القمحي لهذا العام لم تصل للمستوى المطلوب وأننا سنحتاج أن نستهلك من قمحنا المخزن.
أليست معجزة أن ترقص أسعار الفواكه والخضار في الأسواق السامبا على جيوبنا دون أن تستطيع كل القرارات والتوصيات أن تضبطها، فترى البصل يسخر من الموز، والفجل يضحك على سعر التفاح، والبندورة أصبحت من المستوردات، مع أن مدرسينا في كتب الجغرافية قالوا إن المناخ السوري يتميز بتنوع محاصيله الزراعية ــ يمكن الكتاب معلوماته غلط.
أليست معجزة أننا من أوائل البلاد في المنطقة التي بنت سداً ضخماً ــ الفرات ــ وأنشأت مشاريع مؤممة للكهرباء ووصلت الإنارة للقرى البعيدة وبشكل سحري اليوم نعاني من انقطاعات الكهرباء، مع أننا كنا نصدر الكهرباء لدول الجوار، ونسمع بنفس الوقت أصواتاً تنادي بخصخصة الكهرباء على مبدأ ــ اللي بيدفع ضويلوا.
أليست معجزة أن نسمع عن إنشاء صندوق لإعادة أموالنا التي سرقها الفاسدون وبعد ذلك انقطعت أخبار المصاري وحتى الصندوق طار.
عش رجباً ترَ عجباً ...