" التدوير وفلسفة التطوير " نقاش جاد

بسم الله الرحمن الرحيم
قد يكون رأيي في موضوع تدوير المشرفين بين القطاعات لا يعجب الكثيرين ولا سيما أولئك الذين طبلوا كثيراً لهذه المسألة وربطوها بمسألة " تطوير وتجديد العمل " ولي في ذلك الرأي المنافي لمسألة التدوير أسباب ومبررات سأطرحها بين أيديكم للنقاش والنقاش الجاد فقط وليس لمجرد الاعتراض فتعالوا معي
أولاً :
كثيراً ما سمعنا في الكثير من اللقاءات مع مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور الفاضل / صالح الدوسري , ومع مدير إدارة الإشراف التربوي الأستاذ / علي الزهراني حيث أوضحا بأن العلاقة بين المشرف التربوي ومدراء المدارس والمعلمون لابد أن تبنى على أساس العلاقات الإنسانية وهذا ما يتطلب العمل الكثير والجهد والوقت الكافي لبناء تلك العلاقة ، وأنا أتفق كثيراً مع هذا الرأي حيث لابد أن تكون العلاقات الإنسانية قوية بين الطرفين لكي يكون العمل مريحاً ومثمراً وسؤالي حول هذه النقطة " ألم تقطع مسألة التدوير تلك العلاقة التي بناها المشرف خلال فترة ليست بالقصيرة ، أم أن دور المشرف كل عام هو بناء علاقات إنسانية وترك المهمة الرئيسة في تطوير العمل في الميدان ؟

ثانياً :
لكي يبدع المشرف التربوي ويؤدي عملة بأكمل صورة ينبغي أن يتمتع المشرف بقدر كافي من الراحة النفسية والاستقرار ، وهذا ما يتنافى مع مسألة التدوير ، فالمشرف أب وله أسرة ومسئوليات أخرى ، إضافة إلى تكاليف العمل في مناطق بعيدة نوعاً ما عن مقر سكنه وليس هناك من تعويضات من الإدارة أسوة بموظفي الشركات التي تراعي الاستقرار والراحة النفسية لموظفيها
وسؤالي هو " أليس المشرف إنسان قبل كل شيء ينشد الجزء اليسير من الراحة في عملة لكي يكون إنتاجه في مستوى الطموح ؟

ثالثاُ :
هناك نقطة مهمة جدا وهي جهل الكثير من المشرفين بمواقع المدارس في المناطق الأخرى ، فالمشرف الذي كان يعمل لسنوات طويلة في الخبر لا يعرف مدارس الدمام أو القطيف مثلاً ، ناهيك عن أغلب مدارسنا مستأجرة ولها نفس طابع المنازل السكنية في الأحياء ، ولذلك يظل المشرف يعاني فهو يعمل في مساء اليوم الأول مسح للمدرسة التي سيزورها في صباح اليوم التالي مما يعطي عملة أعباء إضافية وهنا أسأل " هل ستقدم الوزارة متمثلة في الإدارة العامة للتربية والتعليم بدل خارج دوام لأولئك المشرفين ؟

أحبائي 00 لا شك أن مسألة التدوير لها من الإيجابيات القليل ولكن سلبياتها ستتغلب على إيجابياتها مما يعيق العملية التربوية ، فهل نجد حلاً من قبل مسئولي إدارة التربية والتعليم ومدراء المراكز في مراعاة تلك النقاط ؟ أم سنظل نتحمل رغماُ عنا سلطة الرأي وفرض القرار ؟
أتمنى من الأخوة النقاش الجاد بكل صراحة وكما قال المرحوم الأمير / عبدالرحمن بن سعود
" الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية "
والسلام